رواية أربعة في واحد - الفصل الأول - نكون او لا نكون

1- نكون أو لا نكون

في البداية حابة أقولكم إني عملت جروب للفيسبوك عشان نسف براحتنا وننزل ميمز على البارتات هناك، هحط صور ومعلومات عن الشخصيات هناك برضه.

هتلاقوا اللينك في أكاونت الواتباد لأني مش متأكده لو هتشوفوه هنا
جروب الفيس بوك

الفصل الاول من رواية أربعة في واحد لـ فاطمة عبد ربه ويمكنك تحميل الرواية كاملة PDF من موقع نوبا بوك

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان هشام يجلس في مكتب دكتور مصطفى لأنه قد جلب له أوراق الشيتات التي قد طلبها مسبقًا من الدفعة، حينما سمع صوت شجار عالٍ يأتي من الخارج فالتقط نظارته الطبية وارتداها ثم نهض يفتح باب المكتب لكنه فوجئ بشخصان يقعان داخل المكتب

كانا يضربان بعضهما بشدة، هو يعرفهما! هاذان أحمد وقيس .. زملاءه في نفس السنة

" أنا هعرفك تضرب قيس المرشدي إزاي، " صاح الفتى الأملس والممتلئ بالعضلات قبل أن يهوى بلكمة على وجه أحمد ذو اللحية الخفيفة والبنية متوسطة الطول

لكمه أحمد بالمقابل وصاح بجنون " أنت متخلف! أنت اللي ضاربني!! "

دفعه قيس بعيدًا فسقط أحمد على مكتب دكتور مصطفى وأوقع البرواز الزجاجي الذي يحمل صورة سارة ابنة الدكتور مع بعض الأوراق، وهذا جعل هشام يرتعب ويحاول التدخل بينهما لفض النزاع

" يا شباب ما يصحش كده! " صرخ هشام في وجه قيس ففوجئ بلكمة قيس تلتحم بوجهه " أنت بتزعقلي أنا ياض! "

وقع أرضًا يضع يده على وجنته بصدمة عندما عاد أحمد وقيس ليضربا بعضهما من جديد

وفي نفس الوقت كان أدهم قد أتى لمكتب دكتور مصطفى ليسلم الشيت في آخر موعد مسموح لتسليمه كعادته لكنه تفاجئ بذلك المنظر حيث قيس وأحمد يضربان بعضهما وهشام يفترش الأرض ومكتب دكتور مصطفى شبه تدمر وأوراق الشيتات متناثرة هنا وهناك

خلع سماعات الأذن عن رأسه وهمس بتوتر " واضح إني جيت في وقت مش مناسب ... "

لكنه لم يتحرك ووقف يشاهد لأنه وجد الأمر ممتع؛ فقيس المرشدي الملئ بالعضلات ابن رجل الأعمال سالم المرشدي يعتبر أكثر فتى مشهور في الجامعة

وأحمد كامل لم يكن أقل منه شهرة؛ فهو كان الفتى السيئ الوسيم زير النساء ذو العلاقات المتعددة الذي لا تغادر السيجارة فمه

أما عن هشام أمين فهو الأول على الدفعة لأربعة سنوات متتالية حتى ضاع بصره من المذاكرة ويعتبره الأساتذة نابغة علمية

وهؤلاء الثلاثة يتشاجرون في مكتب دكتور مصطفى! من هو الغبي الذي سيفوت مشاهدة هذا القتال؟

أمسك قيس بشهادة ماجيسيتر دكتور مصطفى التي كانت معلقة على الحائط ونظر لأحمد بشيطانية مقررًا تكسيرها على رأسه فنهض هشام مرتعبًا يمسك بيده ويترجاه " لا أبوس أيدك، سيب الشهادة ... "

لكنه فوجئ بأحمد يلتقط شهادة الدكتوراة المعلقة على نفس الحائط وينظر لقيس بتحدي فترك هشام قيس وتوجه لأحمد ليصرخ بهلع

" لا وحياة أبوك، كله كوم والدكتوراة اللي هو واخدها من ألمانيا كوم، ده بيذلنا بيها كل محاضرة، متخيل لو كسرتهاله هيعمل فينا إيه؟ "

لكن الغضب كان يعمي الإثنان ورغب كلاهما بإثبات من منهما الأقوى فألقى قيس بشهادة الماجيسيتر على أحمد الذي تفاداها وألقى بدوره شهادة الدكتوراة على وجه قيس لكنها اصطدمت برأس دكتور مصطفى الذي ظهر من العدم فجأة.

بعد ثلاث ساعات بالضبط كان أربعتهم يخرجون من مكتب العميد حيث هددهم أن أي حركة شغب من أي واحدٍ فيهم ستعني فصله للأبد من الكلية،

لكن أربعتهم كانوا يعرفون بالفعل أن النجاح في تلك الكلية لم يعد إلا أمنية صعبة المنال؛ فدكتور مصطفى هو رئيس قسم الميكانيكا الذي ينتمي إليه أربعتهم، وهو الآن في غرفة مشفى حيث يتم تضميد جرحه،

ولعل أربعتهم كانوا سيفصلون بالفعل لولا تدخل سالم المرشدي الذي وعد بتجديد كامل مكتب دكتور مصطفى على حسابه الخاص.

نظر هشام لثلاثتهم بغيظٍ يأكل ثناياه وسرعان ما صرخ 

" الله يخربيتكم، طب أنتم شلة فَشَلة أنا ذنبي أيه التعيين يضيع عليا وماعرفش أحضر ماجيستير! "

تأفف قيس وزمجر " بقولك أيه لم كتبك وحاجتك واجري اتكل على الله من هنا أنا ماسك نفسي بالعافية، كلمة كمان وهأكلك كتاب الفيزيا صفحة صفحة. "

أعطاه هشام نظرة متقززة وسرعان ما عدل من نظارته وابتعد بينما وقف أحمد يحك عنقه ونظر لقيس ثم سخر 

" على فكرة مش أنا اللي علقتها منك، الواد محمود هو اللي مصاحبها، دينا دي حولة أصلًا يا ابني!! "

توسعت أعين أدهم ونظر لهما بإذبهلال وسأل بتردد " يعني الخناقة دي كلها عشان دينا الحولة؟! "

دحرج أحمد عينيه بعيدًا وأومأ " آه تخيل؟ أنا أنضرب على آخر الزمن عشان دينا الحولة!!! "

" ماشي يا دينا، والله لأكون ضارب محمود .. " همس قيس من تحت أسنانه وهو يصك على فكيه بغيظ ليجد أحمد يزمجر

" ياسطا ارحم ميتين أهلي ياسطا! دينا أيه دي اللي أنت عايز تعلقها؟ دي حولة! دي تلاقيها متلخبطة بينك وبين محمود أصلًا!! "

حك قيس يده وتمتم " بس بطل .. "

ليجد أدهم يستفهم " بطل إزاي مش فاهم؟ "

نظر أحمد لهما بقرف، واحد معجب بفتاة حولاء والثاني لا يعرف ما معنى بطل! وسرعان ماتركهما ورحل.

تبادل أدهم وقيس النظرات قبل أن يستفهم أدهم من جديد " يعني أيه بطل؟ "

قلب قيس عينيه وتحرك بعيدًا دون إجابته ليتركه الجميع واقفًا بمفرده يحاول فهم ما معنى بطل؟

بعد أسبوع كان أربعتهم متجمعون أمام الكلية في الثامنة مساءً بناءً على اتصال من أحمد الذي أقنعهم بالمجيئ لإيجاد حل لمشكلتهم.

" بصوا يا جماعة أنا جمعتكم عشان نشوف حل للمصيبة دي بما إن كلنا في الهوا سوا، دي آخر سنة لينا ودكتور مصطفى مش هينجحنا حتى لو بوسنا جزمته، " قال أحمد وهو ينفث دخان السيجارة من فمه أثناء إسناده بجسده على سيارة قيس الجيب الفضية فانعقدت ملامح الجميع

" وأنت رأيك يعني نعمل إيه؟ " سأل أدهم وهو يحك ذقنه الناعمة بهدوء

" أنا بقول نمسكه نرزعه علقة ونهدده إنه لو سقطنا هنرزعه علقة تانية، " قال قيس

" نضرب إيه يا همجي أنت! وبعدين أنت فاكر لو ضربناه هيسكت؟ هيروح يبلغ عننا وهيحبسنا مش هيسقطنا بس!!! " زمجر هشام ذو الأعين العسلية وهو يعدل من نظارته الطبية فنظر له قيس بقرف وسخر

" والنبي خليك أنت في كتبك ونظرياتك اللي مالهاش أي تلاتين لازمة دي، أنت إيه اللي حشرك في وسطنا أصلًا!! " زمجر قيس هو الآخر فاشتعل وجه هشام ورفع سبابته في وجهه

" ما أنا دكتور مصطفى هيسقطني بسببكم ولو سقطت مش هتعين معيد ولا هعرف أحضر الماجيستير وهيبقى تعبي ونظري اللي ضاع في الخمس زفت سنين ضاعوا في الهوا !!! ما تجيش تقولي أنت مالك وأنا أساسًا مستقبلي هيضيع بسببكم. "

" يا شيخ اتلهي يعني كنت هتقبض كام يعني لما تتعين معيد! هما تلات ألاف جنيه عُمي، مش هيكفوا حتى تشتريلك كتابين من اللي مضيع نظرك عليهم وهتعيش طول عمرك كحيان. "

" مش أحسن ما أكون فاشل وهمجي وساقط سنة ولما أتخرج أبويا هيصرف عليا!! " أهانه هشام وفوجئ بقيس يمسك بقميصه ليجذبه بسرعة وهو يكور يديه على شكل قبضة مستعدًا للكمه لكن أحمد تدخل في وسطهما وصرخ فيهما

" ما تخرسوا انتوا الإتنين! انتوا ماعندكوش أي ريحة الدم!! هنسقط وانتوا قاعدين تلقحوا على بعض!!! "

" طب هنعمل إيه يا أحمد قولنا؟ " قال أدهم من جديد وهو يحك شعره البني المائل للأشقر فأخذ أحمد شهيقًا عميقًا ونظر لهم جميعًا بصمت وكأنه يفكر ويقلب شيء ما في عقله

" إحنا لازم نحط خطة، " أجاب أخيرًا بعد فترة من الصمت فنظروا له باستغراب وبدون فهم

فأكمل " عشان نبتزه، لازم نمسك عليه حاجة ونبتزه بيها ونهدده بيها عشان ينجحنا. "

" تعالوا نمسكه نرزعه علقة ونصوره فيديو ونبتزه بيه، " اقترح قيس من جديد فقلب هشام عينيه وسخر

" يا جماعة حد يربطه لأحسن ده ممكن يعض حد! "

فوجئ بقبضة قيس على قميصه من جديد وصاح في وجهه " قصدك إيه ياض؟ قصدك إني متوحش!!! "

" لا قصده إنك كلب مسعور وممكن تعض حد وكده فلازم نربطك، " تدخل أدهم ليصحح له فاشتعل الجنون في أعين قيس أكثر ونظر لهشام بأعين يتطاير منها الشرر

لكن قبل أن يفعل أي شيء تدخل أحمد من جديد وصرخ عليهما " على فكرة أنتوا ممكن تكملوا خناق وأنا وأدهم نمشي بس وربنا هكون سايبكم تسقطوا عشان أنت تخسر التعيين وأنت أبوك يقطع عنك الفلوس. "

نظر قيس لهشام بنظرة متوعدة وكأنه يخبره بأنه سيضربه لكن ليس الآن، وسرعان ما دفع به بعيدًا وزمجر لأحمد " اتفضل اتنيل قولنا إيه هي الزفت الخطة! "

هدأ أحمد من جديد واستند على ظهر سيارة قيس مرة أخرى وأخذ نفسا من سيجارته ثم أخرجه وقال " أنا شبه عرفت كل حاجة في حياة دكتور مصطفى في الأسبوع اللي فات وعشان كده جمعتكم، ومن هنا أقدر أقولكم إن فيه كذا حاجة ممكن نستغله بيها. "

" دكتور مصطفى رجل عنده بنت وحيدة اسمها سارة في تانية إعلام، مراته دكتورة جراحة وبتغيب عن البيت كتير .. له سابقة قبل كده مع بنت اتقفش وهو بيبوسها في مكتبه بس البنت أنكرت فخرج منها زي الشعرة من العجينة يعني رجل نسوانجي، عنده مزرعة فواكه على طريق مصر اسكندرية الصحراوي. "

نظر قيس له بدون فهم وقال بطريقة غبية كعادته " يعني مافيش أي حاجة ممكن نهدده بيها؟ يبقى نضربه زي ما أنا قولت. "

رمقه هشام بقرف وسرعان ما توجه بعينيه نحو أحمد " قصدك نحرقله مزرعته؟ "

" وممكن نقول لمراته على موضوع النسوان، " أضاف أدهم فأومأ أحمد ثم ابتسم ابتسامة خبيثة ونفخ الدخان من فمه ببطء وأكمل

" وممكن نوقع بنته، أنا شوفت الأكاونت بتاعها، قمر ... وواضح إنه بيحبها وبيخاف عليها من الهوا الطاير. "

جعد هشام جبينه بدون رضا ونفى برأسه " لا بلاش الموضوع ده، البنت دخلها إيه بأبوها !!! لا لا أنا مش موافق. "

" أصلًا مالكش دعوة مش أنت اللي هتعمل كده أنت دبش وهتطفشها من أول كلمتين، " سخر أحمد فابتسم قيس بغرور ثم فرد عضلاته وقال

" خلاص يبقى أنا، مش هتقدر ترفضني أنا وسيم وغني وعضلات والبنات بيحبوني. "

نفى أحمد برأسه وضحك " بس غبي والبت دي بتطلع من الأوائل على دفعتها وهتعرف وش إنك غبي. "

توجهت الأنظار نحو أدهم فتوتر وتكونت بعض قطرات العرق على جبينه وهمس بصوتٍ مبحوح " لا أكيد مش أنا صح ... أنا بتوتر من البنات! "

أزال أحمد السيجارة عن فمه وأحاط عنق أدهم بذراعه وهو يقول وكأنه قد أتخذ قراره النهائي

" بص البت دي من خلال بحثي في الأكاونتات بتاعتها اكتشفت إنها رومانسية وعندها جفاف عاطفي، وأنت الحساس الوحيد اللي فينا وبتكتب شعر وكده زائد إنك ذكي شوية وشكلك وسيم برضه وبعدين ما تخافش، أنا والعيال دي هنقولك تعمل إيه وتقولها إيه، مش هنسيبك يعني. "

ابتلع أدهم لعابه بصعوبة ونظر لهم نظرة مترجية ثم بدأ باستعطافهم " ما بلاش أنا والنبي أنا عمري ما كلمت بنت! حرام عليكم طب كلمها أنت يا أحمد ما أنت بتاع بنات!! "

" لا مش هينفع أنا، أنا شكلي صايع وباد بوي والبت دي هتخاف مني إحنا عايزين حد شكله مؤدب ومهذب وطيب وحساس وذكي .. يعني باختصار أنت. "

" يعني هنوقع بنته بس؟ " سأل قيس فوضع أحمد السيجارة في فمه وضحك بمكر ليكمل

" وهنعمله فضيحة مع واحدة من الدفعة ونهدده بيها إننا هنقول لمراته ونوصلها للعميد، وبكده يبقى مبروك عليك التعيين يا هشام وأنت مبروك عليك فلوس أبوك يا قيس وأنا مبروك عليا السفر ... وأدهم مبروك عليه المزة. "

.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
مين المفضل ليكم لحد دلوقتي؟

الفصل الثاني من رواية أربعة في واحد