رواية أربعة في واحد - الفصل الرابع - كابتن ميخا

الفصل الرابع - كابتن ميخا

ماتنسوش تحطوا vote وتدخلوا جروب الفيس عشان الميمز 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دخل أربعتهم إلى النادي الرياضي، أدهم متوترًا من كل تلك الأجساد الضخمة والتي بسببها أكتشف أن قيس ليس ضخم على الإطلاق،

هشام بضيق ناظرًا حوله شاعرًا بأنه لا ينتمي لذلك المكان وأن مكانه الحقيقي في أي مركز تعليمي أو محاضرة في الكلية

وأحمد الذي ترجل بلا مبالاة وثقة، أما قيس فكان مبتسمًا باتساع وكأنه على وشك تقضية أفضل أيام حياته

" هناديلكم الكابتن، " قال قيس ثم صاح بأعلى صوته صارخًا " كابتن ميخاااا. "

توسعت أعين أدهم " ميخا؟ بتاع فيلم الناظر؟! "

" لا، بس هو ضخم زيه فأطلقنا عليه ميخا، " شرح قيس وبعدها وجدوا رجل ضخم الجثة بملامح شرسة ورأس أصلع أمامهم

بعد التحيات الغريبة بينه وبين قيس نظر لهم قيس وقال " بص، التلاتة دول لسه أول مرة، هما كويسي.. " توقف عن الكلام عندما وجد أحمد يشعل سيجارة ويضعها في فمه

اشتعلت أعين ميخا وكأن أحدًا صفعه على وجهه للتو ثم تقدم من أحمد بينما ابتلع قيس لعابه بقلق

" إيه اللي أنت ماسكها دي؟! " نطق ميخا من تحت أسنانه فور وقوفه أمام أحمد فرفع الآخر يده بالسيجارة ونفخ الدخان في الهواء وسخر " سيجارة، تاخد نفس؟ "

لكنه فوجئ بميخا يقبض على قميصه بعد أن تحول وجهه للأحمر فارتعب وتراجع في أقواله هامسًا بنبرة مبحوحة " أو ماتاخدش ... براحتك يا أخ ميخا! "

بدى ميخا وكأنه لم يستمع وجحظت عينيه وهو ينظر لأحمد بجنون ويزمجر " سيجارة؟ في الجيم بتاعي؟ جيم ميخا؟ "

ارتعب أحمد أكثر وسارع بالدفاع عن نفسه " وربنا ما كنت أعرف إنه جيم ميخا! "

هرع قيس ليتدخل بينهما " يا كابتن ميخا معلش دي أول مرة وآخر مرة، مش هيشربها تاني خلاص. " فهمس له أحمد " هو عنده فوبيا من السجاير ولا إيه! "

شد ميخا قميص أحمد أكثر فاستنجد أحمد بأدهم وهشام " إيه يا رجالة! إحنا مش اتفقنا نتعاون سوا في السراء والضراء ولا إيه؟ "

نظر أدهم وهشام لبعضهما ثم سارعا بالإبتعاد وهما يتمتمان " إحنا رايحين نلعب نط الحبل على بال ما تخلص مع كابتن ميخا. " .. " أيوة، خلص وحصلنا. "

" طلع ياض كل السجاير اللي معاك، " صاح ميخا في وجهه فتبدل لونه للأصفر وزمجر " لا بقى دي مارلبورو ريد جولد بخمسين جنيه العلبة!! "

ليفاجئ بميخا يحدق فيه بأعين مخيفة " وكمان مستوردة! "

ابتلع لعابه وتراجع من جديد هامسا بنفس النبرة المبحوحة " يعني أشرب كيلوباترا ويجيلي سرطان رئة؟ يبقى موت وخراب ديار؟ يرضيك يعني يا أخ ميخا؟! "

" فلوسك دي الجيم أولى بيها، تعالى ياض، هتدفع اشتراك سنتين في الجيم بدل السجاير، " سحبه ميخا من قميصه على إحدى الغرف وكأنه فأر صغير يُسحب بواسطة قطة.

في حين وقف قيس ينظر يمينًا ويسارًا باحثًا عن هشام وأدهم حتى وجدهما يقفان أمام المرآة يأخذان الصور لبعضهما

" ننزلها أنستاجرام؟ " سأل أدهم بينما هشام يرفع ذراعه الرفيعة ويتساءل " تفتكر عضلاتي باينة كده ولا لا؟ "

ليجيبه أدهم " طبعًا يا ابني باينة! إحنا مش لسه رافعين وزن اتنين كيلو؟ "

" صح، تعالى بقى نلعب لعبة الأستك دي ونمشي، " أردف هشام لكنه فوجئ بقيس فوق رأسهما

" تمشي فين يا روح أمك أنت وهو! "

" قيس إحنا خلاص لعبنا واتدربنا الحمد لله وطلعلنا عضلات! " قال أدهم فنظر لهما قيس من أعلى لأسفل بسخرية " قصدك عضمات مش عضلات! "

" ولا، إحنا زهقنا خلاص وعندنا مشروع تخرج لازم نذاكرله! " زمجر هشام وحينها ظهر أحمد يمشي ناحيتهم كالفرخ المبلول في ليالي الشتاء القارسة

" كابتن ميخاااا، " صاح قيس ففوجئ بأحمد يسارع بتكميم فمه ويترجاه " لا ميخا لا وحياة السيكس باكس بتوعك يا اسطا. "

لكن فات الآوان لأن ميخا ظهر من العدم ونظر لأربعتهم بملامح صارمة ثم قال " قيس أنت مع نفسك، أنتم التلاتة معايا. "

تمسك أحمد بسترة قيس البيضاء وهمس له مترجيًا " ما تخليني معاك. "

وحينها شعر هشام بالإضطراب فاقترب من أحمد وتساءل بنبرة مريبة أثناء تنقيله لبصره بين أحمد وميخا " هو خدك الأوضة وعمل معاك إيه ياض يا أحمد بالظبط؟! "

لكن قبل أن يجيب كان ميخا قد أمسك بقميصه وقميص أحمد من الخلف في يد، وفي اليد الأخرى أمسك بأدهم وسحبهم وراءه كالخرفان التي تُساق للذبح بعد الصلاة في عيد الأضحى.

بعد ساعة من التمرن سقط ثلاثتهم على الأرض يلهثون بأنفاسٍ متقطعة وميخا ينظر لهم بقرف وصرخ " قوموا، لسه فاضل الإسكوات. "

تحاملوا على أنفسهم ونهضوا لكن أدهم طلب بأدب " ممكن بس يا كابتن مخيا ناخد ربع ساعة راحة؟ "

نقل ميخا عينيه بينهم وأومأ ثم تحرك بعيدًا فاستغل أحمد الفرصة وهمس لهم " يلا نهرب بسرعة قبل ما ييجي. "

"هو صحيح عمل فيك إيه في الأوضة؟ " سأل أدهم مجددًا وهو يمسح العرق عنه جبهته فصرخ أحمد في وجهه " ماحدش يجيبلي سيرة الموضوع ده! "

" مش هينفع نهرب، فيه جثتين شبهه على الباب، " قال هشام وهو يشير برأسه للحارسان الواقفان أمام الباب فيأس أحمد ومد يده لعلبة السجائر الأخرى التي في جيبه وأخرجها مقررًا تدخين سيجارة الآن مهما كلفه الأمر

" أنا بشرب سجاير أهوووو، خرجوني .. " صاح وهو يرفع يده في الهواء بالسيجارة فتعلقت الأعين عليه بأسف وخاصةً عندما جاء كابتن ميخا بأعين حمراء وصرخ

" العقاب هنا مش خروج، أنت هتقعد ساعتين على كل سيجارة. "

" وربنا ما شربتها، ده أنا كنت بضحك معاك! " رمى السيجارة فورًا ووقف باعتدال ثم بدأ ثلاثتهم يؤدون تمرين الإسكوات

وقف هشام في منتصف التمرين وهو يتآوه " مش قادر، ركبي .. "

ضيق ميخا عينيه ورمقه بشك " ركبك مالها؟ أنت من إياهم؟ "

لم يفهم هشام أو أدهم لكن أحمد ضحك عاليًا ونفى برأسه " لا لا دماغك ما تروحش لبعيد يا كابتن ميخا، هشام ده الدحيح بتاع الشلة، آخره يحضن الملخصات وهو نايم. "

" ولا! أنا مابحضنش الملخصات!! " استنكر هشام فأضاف أدهم ضاحكًا " بتحضن مراجع طيب ولا إيه؟! "

جاء قيس بسترة مبللة ملتصقة على جسده بحيث أظهرت تقاسيم جسده من خلفها ونظر لهم بابتسامة واسعة وهو يمسح العرق عن وجهه بمنشفة

" تعالى شوف صاحبك، ركبه واجعاه! " سخر ميخا فتوجهت أنظار قيس لأحمد تلقائيًا وتمتم " أنت مش كبرت على الحاجات دي؟! "

توسعت أعين أحمد وزمجر " لا معلش بقى سوري، أنا من إياهم آه بس محافظ على ركبي! "

" أومال مين أبو ركب بايظة ده؟ " تساءل فرفع هشام عينيه إلى السقف وقبل أن يتفوه أحدهم بأي شيء آخر فوجئوا بصوت صراخ من الجميع وأشخاص يقفزون هنا وهناك وتحول النادي الرياضي المملوء بزئير رجولي إلى ساحة من الهرج والمرج

" فار، فار .. حد يقتله! " صرخ شاب مفتول العضلات وهو يهرول بجانبهم فارتعب ميخا وقفز على إحدى الكراسي وتبعه قيس يهرول بعيدًا بينما استغلها أحمد فرصة وجرى بسرعة هاربًا نحو الباب

في حين خلع هشام حذاءه وعدل من نظارته وتحرك باحثًا عن ذلك الفأر لكنه وجد أدهم يقف أمامه مانعًا إياه من الحراك " لا ماتقتلهوش، حرام صعبان عليا! "

" ابعد ياض من قدامي، " صرخ هشام في وجهه فجادل " ده روح ربنا خالقها! "

" ده فار حقير عويل! " صمم هشام وحاول التحرك لكن أدهم وقف في وجهه من جديد " مش ذنبه، مش ذنبه إن ربنا خلقه فار! "

" آه نسيب مشاكل الدنيا كلها ونتناقش في حياة فار!! اديني محاضرة عن حقوق الفيران يلا!! " صاح هشام بغيظ فقطب أدهم جبينه وزمجر لأول مرة في حياته

" افرض كنت أنت أتخلقت فار، ساعتها هترضى حد يضربك بالجزمة على دماغك ويموتك؟ "

توسعت أعين هشام وسقط فكه وتوقف عقله عن التفكير كصفحة جوجل التي تتوقف عندما ينقطع الإنترنت

" حط نفسك مكانه يا أخي! " أكمل أدهم فأذبهل هشام أكثر وبدى كالمتخلفين عقليًا، إنه حتى لا يستطيع استيعاب ما الذي يتحدث هذا الأحمق بشأنه!

أحسا بشيءٍ يتحرك على أرجلهما فنظروا للأسفل ليجدا الفأر يتمشي على أقدامهما فصرخا بهلع ولم يشعران إلا وهما يهرولان إلى الخارج

توجها نحو سيارة قيس حيث وجداه بالداخل هو وأحمد

" ها قتلته؟ " تساءل أحمد الذي يجلس في الخلف فأجابه هشام الذي يجلس بجانب قيس في المقدمة " طبعًا. "

" أوديكم البيت؟ " قال قيس وهو يدير محرك السيارة فجاءه صوت أحمد " لا بيت إيه! ودينا أقرب مستشفى. "

" شوفلنا دار مسنين يا ابني، " أضاف أدهم

هز قيس رأسه بدون رضا وهو يسخر " يا خسارة، يا خسارة على الشباب! "

" يا خسارة الوقت اللي ضاع، كان زماننا مخلصين نص المشروع، " تذمر هشام وهو يرتدي حذائه

" هو أدهم هيقابل البت سارة دي أمتى؟ " توجه قيس بكلامه لأحمد وحينها أرتفعت ضربات قلب أدهم فنظر له أحمد وأجاب " قريب ما تقلقش، لسه قدامنا أربع شهور على الإمتحانات. "

" إحنا لازم نركز على المشروع! " صرخ هشام فيهم جميعًا فقلب قيس عينيه لكن أحمد وافقه من الخلف " إحنا فعلًا لازم نبدأ نفكر فيه على الأقل. "

" حد فيكم معاه الكتب؟ " تساءل هشام بهدوء هذه المرة فنفى الثلاثة مما جعله يكمل " خلاص نتقابل عندي في البيت، أنا معايا كل حاجة ممكن نحتاجها. "

توقفوا في إشارة وأكملوا نقاشهم حول المشروع حتى وقفت بائعة متجولة أمام نافذة قيس وبدأت بترجيه

" مش عايز نعناع يا بيه؟ "

حرك قيس رأسه إليها وابتسم ابتسامة جانبية وغمز نحوها " لا عايز فل يا قمر. "

لكنه فوجئ بهشام يصيح بجانبه " ربنا يشلك يارب، حتى البياعة بتعاكسها!! "

" بس ياض يا أبو ركب بايظة أنت، " سخر قيس وعاد برأسه للبائعة قائلًا " هاتي كل النعناع اللي معاكِ. "

تهللت ملامح المرأة في حين كان أحمد ينظر له بدون تصديق وزمجر " جاتك القرف في ذوقك. "

قبل أن يتحدث عادت البائعة بالنعناع

" الحساب خمسين جنيه، " تكلمت بنبرة صوت منخفضة فأخرج قيس النقود واعطاها لها ثم أخذ الحقيبة الكبيرة التي تحتوي على نعناع

نظر للنعناع ثم لثلاثتهم ولم يدري ماذا يفعل به! فوجئوا فجأة بحزم النعناع تلقى عليهم " خد ياض ياهشام خمس حزمات، وأنت يا أدهم خد عشرة، وأحمد خد عشرة .. تمام كده. "

ألقى هشام عليه بحزم النعناع وهو ينطق من تحت أسنانه " أعمل إيه بالنعناع أنا!! "

" اديه لأمك، " أجابه قيس ساخرًا لكن هشام كان متعب كفاية لكي لا يدخل معه في شجار لكنه يقسم بأنه سيأخذ حقه فور مجيئهم لمنزله للمذاكرة لأجل المشروع.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أحمد= ٠

أدهم= ٠

هشام= ٠

قيس= ٠

كابتن ميخا= ٠

الفار= ١

الفصل الخامس ✅

Admin
Admin